قصه جثة مسلم
-معلش يا حاجة، انا عارف إن الموقف صعب عليكي، بس ممكن تحاولي تهدي شوية لأني لازم اخد اقوالك، دي جريمة قتل.. يعني في واحد اتقتل واحنا بدورنا لازم نقبض على اللي قتله، وانتي بدورك وبما إنك جارته واول واحدة اكتشفتي الجريمة، فانتي لازم تساعدينا في ده.
هديت شوية الحاجة زينب وابتدت تحكيلي اللي شافته…
-حاضر يا ابني حاضر.. كل الحكاية إن انا كنت نازلة ارمي الزبالة كعادتي لأني عايشة لوحدي.. ووقت ما كنت نازلة على السلم، لقيت باب شقة استاذ مَسلم مفتوح، ويا كبدي الراجل كان مرمي على الأرض وسايح في دمه.
-تمام يا حاجة.. بس مش غريبة يعني إنك كبيرة في السن وساكنة في الدور التامن، ونازلة على السلم عشان ترمي الزبالة!
-وانا يا ابني كنت لقيت الأسانسير شغال ومانزلتش فيه!.. ماهو كان عطلان زي عوايده، هو الأسانسير ده كده، تملي بيعطل.
-تمام يا حاجة.. وبعدين؟!
-وبعدين رقعت بالصوت يا ابني والجيران اتلموا.. وبعد كده انتوا جيتوا.
-طب في حاجة تانية عاوزة تقوليها؟.. يعني، استاذ مَسلم كان على خلاف مع حد او مثلًا انتي بتشكي إن حد طلع عليه قتله وبعد كده سرقه!
-والله ما عارفة يا ابني.. المرحوم انا كنت بتعامل معاه تملي لما كنت بروح اشتري من عنده بقالة.. ماهو أصل مَسلم فاتح سوبر ماركت قريب من العمارة هنا، وشهادة لله يعني، الراجل عمره ما عاملني وحش، ده حتى كان اوقات بيبعت معايا الواد زتونة اللي شغال عنده عشان يوصلني بالطلبات لحد باب الشقة، بس.. بس…
-بس ايه يا حاجة؟!
-المرحوم كان تملي بيتخانق مع مراته في الفترة الأخيرة، ومن حوالي كام شهر كده اتخانقوا خناقة كبيرة اوي ماحدش عرف سببها، بعدها مراته غضبت وراحت عند أهلها وخدت منه العيال، وبعد كام يوم من الخناقة، عرفنا إنه طلقها، ومن وقتها وهو عايش لوحده.
-اممم.. تمام، في حاجة تانية حابة تقوليها يا حاجة؟!
-لا يا ابني.. ربنا يعتركوا في اللي قتله عشان ياخد جزاءه.
-أمين يارب.
بعد ما خلصت دردشة مع الحاجة زينب، اول واحدة اكتشفت الجريمة، قومت وابتديت ادردش مع سكان العمارة.. العمارة اللي بتتكون من عشر أدوار، والقتيل كان ساكن في الدور الرابع، والحقيقة إن انا لما اتكلمت مع السكان، معظمهم قالوا كلام شبه اللي قالته الحاجة زينب.. يعني كان كلام من نوعية.. (المرحوم ماكنش له خلاف
ات مع حد إلا مراته… الله يرحمه كانوا كل الناس في المنطقة بيحبوه).. وهكذا بقى، لحد ما واحد من الجيران قال حاجة عجيبة اوي لما سألته السؤال المعتاد…
-استاذ فراج.. حضرتك كنت فين من حوالي الساعة ٧ للساعة ٨ بالليل؟!
سرح شوية وبعد كده قالي..
-كنت في البيت يا فندم.. اصل انا شغال موظف في مكتب البريد، يعني بخلص شغلي وبرجع اقعد في البيت.. وبصراحة اليوم مر عادي وماسمعتش حاجة غريبة او خبط او حتى صوت زعيق او تكسير… هو بس في حاجة كده حصلت مش عارف هتفيد حضرتك ولا لأ؟!
-قول يا استاذ.. قول اللي حصل وانا اللي احدد هيفيدني ولا لأ.
-تمام.. على الساعة ٨ إلا ١٠ كده.. عدى بتاع الأنابيب، وبما إن الاستبن عندي فاضية، فانا قولت لابني اللي كان لسه طالع من تحت، إنه ينده لبتاع الانابيب، وبالفعل طلع بتاع الأنابيب في الأسانسير واداني الأنبوبة، بس وهو نازل بقى ووقت ما جيت ادخله بصمة الأسانسير عشان ينزل، فجأة كده الأسانسير عطل، فاعتذرتله، وهو بصراحة كان ذوق وقالي إنه هينزل على السلم، وفعلًا نزل على السلم.
سرحت في كلام استاذ فراج.. ماهو رجالة المعمل الجنائي والطبيب الشرعي، كلهم رجحوا إن الجريمة حصلت ما بين الساعة ٧ للساعة ٨ بالليل.. وده معناه إن بتاع الأنابيب اللي نزل على السلم، بالتأكيد خد باله من الباب او ممكن يكون هو اللي عملها!
بس انا وقتها ماسبقتش الأحداث، انا بعد ما خلصت كلام مع استاذ فراج، سألت ابنه اللي كان لسه طالع بحسب كلام ابوه عن إنه شاف حاجة ولا لأ، وطبعًا كان جوابه إنه طلع في الأسانسير لأنه ماكنش لسه عطل، وده ماكنش كلامه هو بس على فكرة.. ده معظم السكان اللي طلعوا او نزلوا في الوقت ده، قالوا إنهم ماشافوش حاجة لأنهم طلعوا او نزلوا في الأسانسير لأنه ماكنش لسه عِطل!
وبعد ما انتهيت من الكلام مع السكان، روحت على القسم، ومع الوقت ابتديت وبحسب التحريات احقق مع طليقة استاذ مَسلم، وكان كلامها كالأتي لما سألتها..
-غريبة يا استاذة حنان.. من وقت ما دخلتي وانتي مُنهارة وعمالة تعيطي، الظاهر إن المرحوم كان غالي عليكي اوي.
ردت عليا والدموع مالية عينيها…
-اه يا فندم.. مَسلم كان أول راجل في حياتي، اتجوزته جواز صالونات اه، بس حقيقي حبيته بعد الجواز.
-طب ولما انتي بتحبيه اوي كده، اطلقتوا ليه؟!
-اطلقنا بسبب طباعه اللي اتغيرت في الفترة الأخيرة.. بقى عصبي بشكل كبير جدًا وبقى بيدخن بشراهة، وكمان بقى بينام لساعات طويلة لدرجة إنه أهمل في السوبر ماركت بتاعه، اللي هو مصدر رزقنا الوحيد.
-طب وانتي ليه ماحاولتيش تسأليه ايه اللي مغيرك بالراحة كده ومن غير خناق؟!
-حاولت يا فندم والله حاولت.. لكنه في كل مرة كان بيزعق فيا وكنت بسكت، ولما في مرة شتمني واتعصب عليه، ضربني.. ودي كانت اول واخر مرة يمد إيده عليا فيها، لأني من بعدها اطلقت منه، وحتى لما بابا قعد مع اخوه الكبير عشان يشتكيله منه بعد ما غضبت، اخوه الكبير قال لبابا إنه مالوش علاقة بيه وإنه مش عايز يعرفه تاني.
-اخوه الكبير!.. مش عايز يعرفه تاني!.. هم كانوا على خلاف مع بعض يعني؟!
-لا يا فندم.. معتصم اخوه كانت علاقته بيه وبيا كويسة جدًا، بس في الفترة الأخيرة اللي جوزي اتغير فيها دي، معتصم مابقاش بيجيلنا البيت ولا بقى بيسأل عن اخوه.
-طب تفتكري ايه سبب الخلاف اللي ما بينهم يا مدام حنان، خناقة على ورث مثلًا ولا خلاف مادي؟!
-لا يا فندم.. مَسلم ومُعتصم عمرهم ما اتخانقوا عشان فلوس.. هو بس مَسلم اللي وارد يكون اتغير مع اخوه زي ما اتغير معايا، وحقيقي انا ماعرفش ايه اللي خلاه يتغير بالشكل ده، ولا حتى عارفة ايه سبب الخلاف ما بينه وما بين اخوه.
ولحد هنا خلص الكلام ما بيني وما بين طليقته.. طليقته اللي بعد ما خلصت كلام معاها، طلبت استدعاء اخوه، وبعد ما طلبت استدعاء معتصم، بدأت اتكلم مع الشاب اللي اسمه زتونة اللي بيشتغل معاه في السوبر ماركت…
-ها يا زتونة.. طليقة المرحوم بتقول إنه في الفترة الأخيرة كانت متغير، تفتكر ليه، بما إنك يعني كنت اكتر واحد بيقعد معاه؟!
-لا ماعرفش يا بيه.. وبعدين عم مَسلم ماكنش متغير ولا حاجة، ده كان زي الفل.
-زي الفل ازاي يعني!.. إذا كانت طليقته قالت كلام غير ده، بس ماشي.. سيبك من إنه كان متغير ولا مش متغير.. تعرف ايه سبب الخلاف اللي ما بينه وما بين اخوه الكبير معتصم؟!
-لا يا بيه.. انا ماكنتش بتدخل في حياة عم مَسلم، انا كل اللي كنت بعمله إني بس بشتغل معاه، وبقوله حاضر ونعم.
بعد ما زتونة قال كده، خبط الباب، فأذنت للي برة إنه يدخل، وبعد ما دخل، لقيته ظابط زميلي بيقولي..
-بعد إذنك يا باشا.. في حاجة مهمة عاوزينك تشوفها، حاجة تخص الواد بتاع الأنابيب اللي بندور عليه.
قومت من مكاني بسرعة وروحت مع زميلي، والحقيقة إن الحاجة اللي قالي عليها كانت تسجيل للكاميرة بتاعت الكشك اللي قصاد العمارة على طول، وظهر في الكاميرة بتاع الأنابيب وهو نازل بيجري وحط الأنبوبة الفاضية اللي كان شايلها في العربية اللي بيلف بيها، وطلع بسرعة!
وقتها أدركت إن القضية في طريقها للحل وده لسببين، السبب الأول إن احتمالية ارتكاب بياع الأنابيب للجريمة، بقت كبيرة جدًا بسبب ارتباكه ونزوله بسرعة من العمارة، والسبب التاني في أن حل القضية قرب.. وهو إننا قدرنا نحدد ملامح الواد بالظبط، وبكده قدرنا في خلال يوم بس إننا نجيبه ونحقق معاه…
-ها يا عبد القادر.. قولي بقى، قتلته ازاي، وفين بقية الحاجات اللي سرقتها من البيت؟!
-انا ماقتلتش حد يا باشا ورحمة أمي، كل الحكاية بس إن انا.. إن انا.. إن انا خواف شويتين.
-يا راجل؟!.. وهو في خواف يقتل ويسرق برضه!
-يا فندم انا لا قتلت ولا سرقت، انا بعد ما طلعت الأنبوبة في الأسانسير وجيت نازل على السلم، خدت بالي إن باب الشقة اللي في الدور الرابع مفتوح.. هو ماكنش مفتوح اوي ولا متوارب.. هو كان مفتوح لنصه تقريبًا، ومن خلال فتحته دي، قدرت اشوف الراجل وهو سايح في دمه وميت، وانا بقى اول ما شوفت المنظر ده ماحستش بنفسي، انا غصب عني لقيت رجليا بيجروا على السلالم وركبت عربيتي وطلعت بيها جري.
-طب ولما ده اللي حصل.. مابلغتش ليه، ولا على الأقل يعني ندهت على حد من السكان اول ما اكتشفت الجريمة!
-لأني زي ما قولتلك في الأول يا بيه، خواف.. خوفت ابلغ ولا اقول لحد الجريمة تلبسني انا، خصوصًا إني زقيت الباب وبصماتي بقت عليه عشان اشوف جثة الراجل بوضوح.
-طيب يا عبد القادر.. انا همشي معاك وهعتبر ان كلامك مظبوط.. تقدر تقولي بقى انت شوفت ايه تاني غير الجثة؟!
-مش فاهم السؤال يا.. يا.. يا..
-انت هتستعبط يا روح امك، الساعة المطلية بماية الدهب اللي لقيناها في بيتك لما فتشناه، تبقى بتاعت القتيل.
اول ما قولتله كده خبط على دماغه وابتدا يعيط، وبعد دقايق من الانهيار ابتدا يتكلم..
-حصل يا باشا.. انا فعلًا لقيت الساعة جنب القتيل وخدتها، بس والله العظيم انا ما كدبتش في أي حاجة من اللي قولتلهالك غير موضوع الساعة وبس، انا اه خدتها، بس ماقتلتوش، انا لقيته مقتول، وبصراحة كده انا على باب الله، وكنت مستني لما الموضوع يهدى وتلاقوا القاتل، وبعدها بكام يوم كنت هبيع الساعة لواحد من برة المنطقة.
-ايوة ايوة.. حَور بقى، ماهي جريمة سرقة بس، غير سرقة وقتل.. بس صدقني، سواء اعترفت او ماعترفتش، كده كده القضية لابساك لابساك… انت وانت نازل على السلم وبما إنك من المنطقة وتعرف مَسلم كويس وعارف إنه عايش لوحده، فانت خبطت على بابه، واول ما فتحلك، هاجمته وزقيته لجوة.. واول ما دخل، مسكت فازة كانت موجودة في الصالة وخبطته بيها على دماغه، ولما لقيته وقع قدامك وساح في دمه، خوفت لا يكون أغمى عليه ولما يفوق يبلغ عنك، فروحت لحد المطبخ ومسكت سكينة بالقماشة اللي بتبقى حاططها على كتفك وانت بتطلع الأنابيب، وطعنته بيها لحد ما اتأكدت إنه مات.. اهي.. سهلة ومحلولة، وبعد ما قتلته، نفذت اللي انت خبطت عليه عشانه من الأساس، دخلت سرقت كل الحاجات الغالية اللي في شقته، واللي كانت من ضمنهم الساعة.
بعد ما عبد القادر بتاع الأنابيب قال كده، ندهت على العسكري عشان يحطه في الحجز ويتحول للنيابة، بس في الحقيقة وبرغم كل اللي حصل، وبرغم الساعة اللي لقيناها في بيته، إلا إن كان في حاجة جوايا بتقولي إن الواد ده ماقتلش.. الواد ده أغبي من إنه يفكر بسرعة البديهة دي.. وفعلًا شكي طلع في محله لما اخوه اللي بعتناله استدعاء وجه على القسم، وابتديت احقق معاه..
-قولي يا معتصم، طليقة اخوك الله يرحمه بتقول إن ابوها لما راح يشتكيلك من عمايل اخوك معاها، قولتله إن مالكش دعوة بيه وإنك بقيت بتعتبره مش اخوك ولا عاوز تعرفه تاني!.. ايه سبب كلامك ده، مع إنكوا يعني ماكنش في ما بينكوا أي خلاف قديم!
-هقولك يا باشا.. مع إني ماكنتش حابب اخوض في سيرة اخويا الله يرحمه، بس لازم اقولك لأن دي شهادة حق.. اخويا في الفترة الأخيرة اتغير، كل الجيران اللي في المحلات اللي حواليه والشباب اللي في منطقة، ابتدوا يشتكوا منه ويبعدوا عنه، وده ببساطة لأنه كان متصاحب على عيل مسجل من المنطقة، والواد ده يبقى عدم اللامؤاخذة يعني بتاع برشام، يعني تاجر مُخدرات.. ومش كده وبس، ده كمان مَسلم طلعت عليه سُمعة إنه بيتعامل مع الواد ده، مش بس بيتعاطى منه، ده غير إنه كمان بياخد منه كميات وبيبعيها، ولما الحوار ابتدا ينتشر والكلام اتنطور في المنطقة، خدت بعضي وروحت اتكلم معاه وقت ما كان قاعد على القهوة.. والحقيقة إن انا قرصت عليه في الكلام وابتديت اتخانق معاه وازعقله، لكنه في اليوم ده كان متغير… ماكنش هو اخويا الصغير اللي ما بزعقله بيحط وشه في الأرض، ده البرشام لحس عقله، وخلاه زي ما بيتخانق مع مراته وجيرانه اللي في المحلات اللي جنبه، خلاه يقف قصادي ويشتمني، فضربته، وساعتها مسك فيا.. ومن اليوم ده وانا قاطعته بصراحة، ومتهيألي طليقته ماكانتش تعرف عن الموضوع ده حاجة.
لما مُعتصم قال كلامه ده، ابتديت ابص للقضية بمنظور تاني، وبسرعة عملت تحريات وقدرت اوصل للواد تاجر المخدرات اللي كان مَسلم متصاحب عليه، ولما جيبته القسم وحققت معاه، قال إنه تاب بقاله فترة، وإنه فعلا كان تاجر مخدرات ومُسجل، بس تاب وبطل يشتغل في اي حاجة حرام بقاله فترة.. بالتحديد من ساعة اخر مرة لأنه كان هيتمسك فيها، ولما سألته عن علاقته في الفترة الأخيرة بمسَلم، قال إنه مابقاش بيتعامل معاه، وإنه بالتأكيد بقى بيتعامل مع حد تاني، ولأن الواد ده طبعًا كان تاجر مخدرات، فانا ماصدقتش كل كلامه على طول كده.. انا روحت للسوبر ماركت بتاع مَسلم وابتديت افرغ تسجيلات الكاميرات اللي عنده في الايام الأخيرة قبل ما يتقتل، بس وقت ما كنت بفرغ الكاميرات والواد زتونة كان واقف وقت التفريغ.. لاحظت حاجة غريبة، انا لاحظت حد من جيران مَسلم بيجيله تقريبًا كل يوم في معاد محدد، حد بياخد منه كيس أسود صغير ويمشي، وفي اخر مرتين جه فيهم، مَسلم مادالوش حاجة، والواد بصله بضيق وخرج!
وقتها بصيت للزتونة وسألته..
-والا.. فسرلي اللي انا شايفه ده.
بلع زتونة ريقه وماجاوبش، ف قربت منه بغضب وسألته..
-هتتكلم ولا اشيلهالك؟!.. التحريات وكلام اخوه وكلام الواد المُسجل اللي كان مصاحبه، كل دي حاجات بتقول إنه كان بيستغل المحل في بيع البرشام… فاعترف بقى وقولي اللي تعرفه عشان ماتشيلش انت الليلة.
ارتبك الواد وابتدا يتكلم..
-حاضر يا بيه.. هتكلم، عم مَسلم فعلًا كان بيعمل كده، وبصراحة كان بيديني حسنة فوق يوميتي عشان اسكت، ولما حضرتك اول مرة استجوبتني، خوفت اتكلم لا تاخدوني في الرجلين، اما في الفترة الاخيرة بقى، فالواد المسجل اللي كان مصاحبه وبيتعامل معاه، تاب فعلًا ومابقاش يجيبله بضاعة، فكان بيضطر إنه يجيب من ناس مسجلة من برة المنطقة، ولما الدنيا بقت مقفلة في الفترة الأخيرة، مابقاش بيبيع البضاعة اللي بيجيبها، ده بقى بيتعاطاها، واي حد كان بيجي يسأله من الزباين اللي كانوا بيشتروا منه، كان بيقوله إنه بطل يبيع.. ومن ضمنهم كان اللي قصادك ده.
لما زتونة قال كده، طلعت انا ورجالة المباحث، وبناءًا على التحريات وكلام الشهود وبالتحديد كلام زتونة، تم القبض على اللي شوفته في تسجيل السوبر ماركت.. وهو شاب جاره، محمود ابن استاذ فراج موظف البريد.. محمود اللي بمطابقة البصمات اللي موجودة في مسرح الجريمة، مع بصماته، اتأكدت إن هو…
-خلاص.. كده كل حاجة بانت، بصماتك في مسرح الجريمة، وجريمة القتل حصلت في نفس الوقت اللي انت رجعت فيه للبيت.. لكن احكيلي بقى، احكيلي قتلته ليه وازاي؟!
إنهار محمود وابتدا يحكي وهو بيبكي…
-انا يا بيه كنت هتجنن.. كان بقالي يومين ماخدتش ولا ربع حباية، ولأني ماعرفش حد في المنطقة غير عم مَسلم اللي كنت بشتري منه، فانا كنت هتجنن لما كنت بروحله في الأيام اللي فاتت وكان بيقولي إنه بطل يبيع.. وفي اليوم ده وانا راجع البيت، قررت اعدي عليه، ولما مالقتهوش في السوبر ماركت، قولت اكيد هلاقيه في البيت وهلاقي معاه برشام بيتعاطاه بس مش عايز يبيعهولي لأنه شاحح.. فلما طلعتله وخبطت عليه وفتحلي وبدأت اسأله، زقني، فزقيته، ولأن جسمه اقل من جسمي، فهو وقع على ضهره، وساعتها ماحستش بنفسي الا وانا بخبطه على دماغه بفازة وبدخل زي المجنون بدور جوة الشقة، وبصراحة خدت كل حاجة لقيتها، برشام وفلوس وكل حاجة غالية قدرت اخدها، بس قبل ما اخرج اكتشفت حاجة مهمة.. الراجل لما يفوق هيوديني في داهية، فبسرعة دخلت على المطبخ وجيبت السكينة وطعنته بيها كذا طعنة لحد ما اتأكدت إنه مات.. وتقريبًا وانا خارج الساعة الدهب وقعت مني ولقاها الواد بتاع الأنابيب وخدها، ده انا حتى من قلقي وسرعتي ولهوجتي.. نسيت اقفل الباب.
لما محمود خلص كلامه، أتحول بالقضية للنيابة، والنيابة بدورها استكلمت التحقيقات وحولت القضية للمحكمة، بس قبل نطق الحكم من القاضي.. هستنى منك انت الحكم.. تفتكر محمود ممكن يتحكم عليه بأيه، وهل يا ترى هو بس المذنب في القضية ولا مَسلم هو كمان مذنب لما طمع واستغل تعاطيه للبرشام المخدر وبقى بيبيعه عشان يكسب فلوس زيادة رغم إنه كان بيمتلك ماركت وكان بيكسب منه!
تمت
قصه جثة مسلم
محمد_شعبان
قصه جثة مسلم
قصه جثة مسلم
قصه جثة مسلم
قصه جثة مسلم
قصه جثة مسلم
قصه جثة مسلم